إنعاش مؤقت
يُختتم معرض «أرضي» للمنتجات الغذائية التقليدية، اليوم، وهو المعرض الذي تنظمه للسنة الخامسة على التوالي مؤسسة جهاد البناء المرتبطة بحزب الله، والتي تمثل أحد أوجه المقاومة. منذ سنته الأولى، عرف أرضي نجاحاً مبهراً، والدليل تدفق الناس إليه من كل أطياف الوطن، حيث تعدى عدد الزوار عشرات الآلاف. ومن أهم إنجازاته أنه أعاد مفهوم «السوق» إلى عامة الشعب، بعدما كان قد أصبح إلى حد ما نخبوياً، كالأسواق الأسبوعية التي تقام في «السوليدير»، وفي شارع الحمرا، كما مثل فرصة نادرة لعشرات الجمعيات والتعاونيات الريفية، وخاصة النسائية منها، التي أصبحت تنتظر المعرض من عام إلى عام لتصريف المنتجات، التي يجري تصنيعها خلال السنة. إضافة إلى ذلك كله، يؤدي المعرض دوراً أساسياً في المحافظة على التراث الغذائي من خلال تشجيع البيع والاستهلاك، وتثقيف الأجيال الصاعدة على أهمية الريف وعلى التقاليد الزراعية والغذائية. لكل هذه الأسباب، يوطد المعرض العلاقة بين الإنسان والأرض، وهذه إحدى أهم ركائز العمل المقاوم. إلا أن المعرض لا يستطيع إنعاش الريف وحده، فرغم كل الجهود التي تبذلها المؤسسات الخيرية ووزارة الزراعة لا يزال القطاع «الفلاحي»، ونعني به صغار المنتجين، الذين تمثل الزراعة مصدر دخلهم الأساسي، في تراجع دائم، مما يؤدي إلى تراجع أهمية الريف ودوره الاجتماعي. لا يمكن تصحيح هذا الواقع من خلال تحفيز التجارة المحلية أو تسويق المنتجات التقليدية، فالعدد الأكبر من الفلاحين لا تتأثر حياتهم بمعرض أرضي ولا بسائر الأسواق المحلية، ولن ينجو من الفقر إلا القليلون منهم نتيجة هذه الجهود. فإنعاش الريف وحماية الفلاحين من الفقر والحرمان يتطلبان مقاربة أكثر ثورية من التسويق. مقاربة تليق بخط المقاومة.
http://www.al-akhbar.com/node/25132
No comments:
Post a Comment