Friday, May 6, 2011

الشعب يريد العودة

http://www.al-akhbar.com/node/11561
رامي زريق
أدت موجة الانتفاضات التي تعمّ الوطن العربي إلى تغيرات هامة في مقاربة العمل السياسي؛ فقد أصبحت المسيرات والاعتصامات السلمية و«شبه العفوية» جزءاً أساسياً من عدة العمل، بعد غياب دام عقود. أعادت الينا الاحتجاجات إيماننا بإمكان التغيير من خلال العمل المدني المشترك والدؤوب، ومن دون الارتهان لجهات سياسية بالية لا يفضي التحالف معها إلا إلى إعادة إنتاج النظام السائد. كذلك، نشهد تغيراً في طبيعة الشعارات المعتمدة خلال التظاهرات، التي تتميز ببساطتها وبقدرتها على التعبير عن مطالب الناس بمختلف انتماءاتهم. تبني هذه الشعارات على الأمور التي تجمع بين المحتجين بدلاً من تلك التي تفرق بينهم. على رأس «السلوغانات» الحديثة صرخة «الشعب يريد إسقاط النظام» التي ولدت في تونس وتناقلتها ملايين الحناجر العربية. تبنت الحركات الاحتجاجية العربية هذا الشعار وطورته، لكنها أبقت الجزء الأهم منه: «الشعب يريد». في الأسابيع المقبلة، سيشهد لبنان وعدد من البلدان العربية والغربية استعدادات مكثفة لمسيرات ضخمة تحمل اسم «مسيرة العودة»، تحت شعار «الشعب يريد العودة إلى فلسطين». تنطلق هذه المسيرات، بالتزامن مع ذكرى النكبة، يوم 15 أيار، وتسير، من كل بلدان الطوق، باتجاه الحدود مع فلسطين. كذلك، ستنطلق تظاهرات منسقة في وقت واحد باتجاه سفارات «إسرائيل» في عدة بلدان غربية. تهدف هذه المسيرة، التي تنسق في تنظيمها كل الجهات الفلسطينية، بمشاركة عدد من الجهات والناشطين من الأفراد اللبنانيين، لتثبيت الحق الفلسطيني بالعودة وتحرير كامل التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر. خلالها، لن يرفع سوى العلم الفلسطيني، شعاراً وحيداً لتأكيد وحدة الصف والنصرة العربية للقضية المركزية، فلسطين.

No comments: