تتمتع إسرائيل بمواصفات العدو النموذجي.. أنت، كعربي، لست بحاجة إلى براهين وتحليلات ومعاينات كثيرة، كي تستنتج أن إسرائيل عدو، بكامل المواصفات، وربما، أكثر من سواه بأشواط. فإسرائيل، أشهرت عداءها، منذ وجودها كفكرة وعقيدة، ومن ثم، عبر تجسدها في دولة، وفي ما بعد عبر مسيرتها العلنية.
ـ دولة قامت على الاحتلال الاستيطاني، والاجتثاث السكاني للفلسطيني.
ـ هي دولة لم تنشأ على ارض لها، بل على أرض لسواها.
ـ هي دولة، قامت بالقوة والعنف والتهجير.
ـ هي دولة، مستمرة في تكريس الاحتلال، وتأبيد الاستيطان وتوسيعه، حتى لحظة كتابة هذه السطور، وما بعدها بزمن غير يسير، كما هو متوقع.
ـ هي دولة عدوانية، احتلالية إخضاعية تدميرية، ولم تتوقف عن ممارسة القتل والحروب، منذ العام 1948. حتى ما بعد العام الراهن 2010.
ـ هي دولة تقتل المدنيين وترتكب المجازر. فليس في تاريخ اسرائيل، مثال عن حروب نظيفة: مارست التدمير المنهجي. القتل المعمّم. الاغتصاب الدائم... هجّرت دفعة واحدة 850 ألف فلسطيني. وعددهم اليوم في أشتات أكثر من أربعة ملايين.
ـ هي دولة مسلحة فوق طاقتها، اعتدت على سوريا والأردن ولبنان ومصر والعراق، أكثر من مرة. وعدد قتلاها بمئات الآلاف... آخرها مقتلة غزة، وقبلها مجازر قانا، وقبلها أيضاً قانا، وبين الاثنين: جنين وبلاطة.
ـ دولة، تنزف دماء العرب على أيديها، منذ الجلجلة الأولى في العام 1948.
ـ دولة تغتال، وتمارس السطو على الفضاء والماء والتراب والأموال، وتسطو على الذاكرة الدولية، فتجرّدها من كل المآثم، باستثناء ما يستدرج العالم إلى الوقوف معها بسبب الهولوكوست.
ـ دولة، تقدّم كل يوم، على جعل هيكل سليمان المزعوم، الوريث الديني والتاريخي للمسجد الأقصى.
دولة، بهذه المواصفات، تمتلك قوام العدو بالكامل، ومع ذلك، فإن «العفو العربي»، من قبل أنظمة المردة والتخلي، جعل اسرائيل، الدولة المخدومة، من قبل أنظمة الخدمة والرعاية، التي تربّت على أن تكون، محتضنة من وارث الانتدابين الفرنسي والبريطاني: الولايات المتحدة الأميركية.
No comments:
Post a Comment