مشغول.. وحياتك
رامي زريق
أخيراً، نقلت لنا الصحافة أخباراً عن طرد عشرات العمال من شركة «كوكا كولا» في لبنان، وعن إعادة توظيفهم عمالاً مياومين أو استبدالهم بعمال وافدين يسهل إرضاخهم لشروط مجحفة. أما المبرر الذي قدّمته الشركة، فهو تقلّص الأرباح، رغم توافر أنباء عن شراء الشركة لسيارات جديدة. يمثّل هذا النهج في التعاطي مع العمال حجر الزاوية في مقاربة العقيدة النيولبرالية والرأسمالية للاقتصاد، إذ تنظر للعمال بوصفهم وسيلة من وسائل الإنتاج الخاضعة لقانون السوق. وهذا يدفع الفقراء إلى التنافس في ما بينهم على فرص العمل، كما يؤدي الى خفض أجورهم وإلى توفير المزيد من الأرباح للمستثمرين. ويصبح ذلك ممكناً بعد تحجيم دور الدولة ورفع القيود عن القطاع الخاص الذي يعمد إلى تقليص دور النقابات وبالتالي إلغاء حقوق العمال. ليست هذه المقاربة محصورة بشركة «كوكا كولا»، بل أصبحت روتينية في كل المؤسسات، محلية كانت أو عالمية، حتى تلك التي تقدم نفسها على أنها مؤسسات ذات منفعة عامة، مثل الجامعات، وبعض المنظمات الأهلية. ويعود سبب هذا الواقع الى التبنّي الأعمى لمبادئ النيولبرالية التي اجتاحت المجتمعات العالمية محمولة على أجنحة الأمبراطورية الأميركية وأعوانها. إن حماية حقوق العمال وتطوير قوانين العمل وتطبيقها هي المهمة الأساسية لوزارة العمل في أي بلد. أما في لبنان، فيبدو أن وزير العمل بطرس حرب كان مشغولاً باقتراح القوانين الطائفية والعنصرية لملكية الأراضي. وقد يُعدّ هذا الاهتمام الطائفي ـــــ العقاري تطوراً، للأمانة، مقارنة بإنجازاته خلال عدوان «إسرائيل» على لبنان عام 2006 التي فضحتها أخيراً وثائق ويكيليكس، على ذمّة الراوي جيفري فيلتمان!
No comments:
Post a Comment