المثقف اليوم يدير ظهره للسياسة وللعمل العام، صاحب اختصاص ضيق، يوجه نقداً جزئياً لجانب من أوضاع بلده، لا يدافع عن الحريات، وإن لم يكن موالياً للنظام، فإنه لا ينتقده، وإن انتقد القوى المسيطرة عالمياً، فليس على أرضية ديموقراطية وتحررية عامة. «المثقفون العضويون» اليوم أكثر عدداً مما سبق، لكن بمعنى ارتباطهم بالبنى الاجتماعية العضوية القائمة، وليس بشعب أو طبقات أو جماهير. ويتقاطع مع هذا المثقف العضوي الجديد نموذج المثقف السائح المتزايد الانتشار. هذا الذي لا يكف عن المشاركة في مؤتمرات وندوات وملتقيات من كل نوع وفي كل مكان، ويعدّ أوراقاً عجلى يلقيها فيها (ينشرها لاحقاً في كتب)، ويلتقي مثقفين سُيّاحاً مثله في فنادق النجوم الخمسة والمطاعم الباذخة، ويجد نفسه على قرب من الرسميين في كل البلدان. ينتهي أن يكون مثقفاً أملس، مستديراً وبلا ملامح. لكنه مُنعَمٌ وميسور
Sunday, June 20, 2010
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment