اقتصاد المعرفة يتطلب من العرب تشجيع البحث العلمي
الأحد, 06 يونيو 2010
في عصر تتزايد المعارف بسرعة ضوئية بالترافق مع تزايد اعتماد الاقتصاد على المعرفة، يصمت كثير من العرب عن حقيقة لم يعد إخفاؤها ممكناً: فشل دول العرب في بناء القدرة الذاتية في العلوم والتكنولوجيا. ويزيد من وطأة هذه الحقيقة أن كثيراً من المعارف والابتكارات لا تصل الى من يحتاجونها، بأثر من أسباب عدّة يأتي في مقدمها انعدام القدرة الذاتية لمجتمعات المُحتاجين معرفياً، وقصورهم عن امتلاك وسائل تحصيل المعرفة والتقنية. إذ تسيطر الدول الصناعية على الاقتصاد المُعاصر، وتتمتع بتفوق في العلوم وبحوثها وعلمائها ووسائلها، إضافة الى امتلاكها نصيباً ساحقاً من البراءات الممنوحة للابتكار في ظل نظام دولي يحكمه تفسير تلك الدول لحقوق المُلكيّة الفكرية.
تدني البحث العلمي عربياً
ثمة مؤشرات واضحة على تدني البحث العلمي في الوطن العربي، تشمل:
- ندرة البحوث العربية (وكذلك مشاريعها) في المجلات العالمية المُحكمة.
- تدني عدد براءات الاختراع المُسجّلة بأسماء باحثين عرب، بالمقارنة مع البحّاثة في الصين أو كوريا الجنوبية أو ماليزيا.
- ضآلة الموازنات المخصّصة للبحث العلمي في الوطن العربي عموماً، اذ لا تتجاوز إثنين في المئة كمعدل عام.
وفي سياق صوغ الحلول عملياً لهذه الإشكالية، ينبغي أن تضع كل دولة عربية إستراتيجية وطنية للعلم والتكنولوجيا، تحدد فيها أولويات البحث والتطوير بالارتباط مع الحاجات وطنياً في الزراعة والصحة والتنمية الصناعية والبيئة وغيرها. وكذلك تنبغي زيادة تمويل العلوم إلى 1 في المئة من إجمالي الناتج الوطني، على أقل تقدير. ويجب النظر بجدية الى خيار التمويل وطنياً للبحث والتطوير، بمعنى توجيه نسبة من ضرائب الشركات إلى صندوق خاص لتمويل البحوث العلمية المتصلة بالتنمية، يُدار من المجتمع الأكاديمي والحكومة والقطاع الخاص
No comments:
Post a Comment